سورة الإسراء - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


{وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً (31) وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً (32) وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (33) وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً (34)} [الإسراء: 17/ 31- 34].
نهى الله تعالى في هذه الآيات عن ثلاثة أشياء: وهي القتل إلا بالحق، والزنا، وقربان مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن، وابتدأ الله تعالى بالنهي عن قتل الأولاد، وهو وأد البنات في قوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (8)} [التكوير: 81/ 8] يقال: كان جهل بعض العرب يبلغ أن يعز واحد منهم كلبه ويقتل ولده. نهى القرآن عن الوأد الذي كانت العرب تفعله، خشية الإملاق (أي الفقر وعدم المال) فإن رازق الأولاد وآباءهم هو الله تعالى، وقتلهم إثم عظيم وذنب كبير، وهذا دليل على أن تعالى أرحم بعباده من الوالد بولده، لأنه نهى عن قتل الأولاد.
جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود: «قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندّا، وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك».
ثم حرم الله الزنا وحذّر من الاقتراب منه ومن تعاطي أسبابه ودواعيه، لأن تعاطي الأسباب مؤد إليه، والزنا فعلة فاحشة شديدة القبح، وذنب عظيم كقتل الأولاد، وساء طريقا ومسلكا، لأن فيه هتك الأعراض، واختلاط الأنساب، واقتحام الحرمات، والاعتداء على حقوق الآخرين، وتفويض دعائم المجتمع بهدم الأسرة، ونشر الفوضى، وانتشار الأمراض الفتاكة، والوقوع في الفقر والذل والهوان.
ثم حرم الله تعالى قتل النفس المعصومة المصونة إلا إذا وجد حق أو مسوغ للقتل، وهو أي الحق ما فسّره النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: «لا يحلّ دم المسلم إلا إحدى ثلاث خصال: كفر بعد إيمان، أو زنى بعد إحصان، أو قتل نفس أخرى».
فالقتل بغير حق جريمة عظمي، لأنه اعتداء على حق الحياة، وإفساد، والله تعالى لا يحب الفساد.
ومن قتل ظلما وعدوانا بغير حق يوجب قتله، فقد جعل الله لمن يلي أمره من قريب كأب أو أخ، أو سلطان حاكم عند عدم وجود القريب الوارث، سلطة على القاتل، فيختار أحد أمرين: إما القصاص بعد إصدار حكم قضائي وبإشراف القاضي، وإما العفو عنه على الدية أو مجانا، والسلطة لولي الدم مقيدة بألا يسرف في القتل، بأن يمثّل بالمقتول، أو يقتل غير القاتل، أو يقتل أكثر من واحد من قبيلة القاتل، ووعد الله قريب القتيل بالعون والنصر على القاتل، فلا يسرف في القتل، فإن الله تعالى أوجب له القصاص، ويعوضه الله خيرا في الدنيا والآخرة بتكفير الخطايا، وتعذيب القاتل في النار. ويكون الأولى ترك القصاص، وأخذ الدية أو العفو مجانا.
ثم حرم الله تعالى أكل مال اليتيم، أو إتلافه، فلا يجوز الاقتراب من مال اليتيم إلا لفائدة أو مصلحة، وهي الطريقة الحسنة بحفظ ماله وتثميره، وتنميته والأكل منه حال الفقر أو الحاجة، حتى يبلغ رشيدا، ويبلغ أشده، أي يبلغ مبلغ الرجال، وحينئذ يسلّم له ماله. وهذا خطاب للأوصياء المشرفين على أموال اليتامى. والمراد من قوله تعالى: {إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}: إلا بأحسن الحالات.
وانتهت الآية بالأمر بالوفاء بالعهد، وهو لفظ عام يشمل كل عهد ووعد وعقد بين الإنسان وربه، أو بينه وبين المخلوقين في طاعة، فالوفاء بالعهد وتنفيذ شروط العقد من الإيمان، وإن تنفيذ العهد مطلوب ممن عوهد أو عهد إليه، هل وفّى به أم لا؟
إن الوفاء بالعهد أو العقد: معناه تنفيذ مقتضاه، والحفاظ عليه على الوجه الشرعي، وبحسب التراضي الذي لا يصادم أصول الشرع، خلافا لمن يتهاون بالعقود ويتخلص منها وينقضها إذا تبدل وجه المصلحة، فذلك ذنب عظيم وجرم كبير، يتساهل به من لا دين له ولا خلق ولا كرامة.
إيفاء الكيل والميزان والتثبت من المعلومات والتواضع:
نظّم الله تعالى العلاقات الاجتماعية المالية، على أساس من الحق والعدل، والثقة والأمانة، وصحة المعلومات والبيانات، والتواضع في القول والكلام والفعل، حتى لا تنشأ مشكلات، أو تثار منازعات وخصومات، ولا يفتئت أحد على حقوق الآخرين، ولا يلحق به ضررا أو شرا، في معارفه، أو أخلاقه، وكرامته. وتلك أصول الحياة السوية، وميزان المبادلات والمعاملات الصحيحة، قال الله تعالى موضحا هذه الأصول:


{وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (35) وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (36) وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً (37) كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (38) ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (39)} [الإسراء: 17/ 35- 39].
بعد أن أمر الله تعالى بالوفاء بالعهود والعقود والشروط الصحيحة، أمر بثلاثة أشياء أخرى، هي الوفاء بالحق، والصدق في القول، والتواضع وترك التكبر.
أمر الله تعالى في هذه الآية أهل التجارة والوزن والكيل أن يعطوا الحق في كيلهم ووزنهم، فيجب إتمام الكيل وإتمام الوزن، من غير نقص، وأخذ الحق بالعدل دون جور أو زيادة، فإذا كال التاجر أو وزن لغيره، فلا ينقص المكيال والميزان، وإذا كال الإنسان لنفسه أو وزن فلا يزيد في الكيل أو الوزن، ولا مانع حينئذ من النقص عن الحق، فإن عاقبة العدل في الكيل والوزن خير للناس في الدين والدنيا في المعاش والمعاد، وأحسن وأجدى مآلا وعاقبة في الآخرة، فلا يكون هناك اتهام بالخيانة أو مؤاخذة أو عقوبة يوم القيامة. ويرغب الناس في معاملة أهل العدل والإنصاف، ويثنون عليهم، فتكثر زبائنهم، وتصير سمعتهم طيبة، ويقبل الناس عليهم، وذلك أفضل من نقص لا يبارك الله فيه، أو زيادة ظالمة لا خير فيها، والغرض من الكيل والوزن: تحرّي الحق، ولا يضر التطفيف الشاذ أو اليسير، أو غير المقصود، فذلك لا إثم فيه.
ثم أمر الله تعالى بالتثبيت من المعلومات والأخبار والأحاديث، ونهى أن يقول الإنسان شيئا غير صحيح أو غير ثابت، أو يتتبع شيئا معتمدا على مجرد التخمين وسوء الظن، فهذا عيب في السلوك، وتشوية للحقائق، وإضرار بالآخرين عن غير حق، وإهدار لقدسية العلم والمعرفة والحقيقة. فيكون المراد من قوله تعالى: {وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} ألا يحكم الإنسان على الأشياء حكما غير صحيح، أو يعتمد على معلومات لا دليل عليها. وهذا يشمل المشركين الذين يعتقدون اعتقادا فاسدا في الإله أو النبي أو الآباء والأجداد، ويتبعون الهوى. ويشمل أيضا شهادة الزور وقول الزور، وقذف المحصنات (العفائف) بالأكاذيب والاتهامات الباطلة، والطعن في الآخرين بسوء الظن وتتبع العورات، وتزييف الحقائق العلمية والأخبار وغير ذلك، فلا يقول الإنسان ما لا يعلم أو يعمل بما لا علم له به، أو يذم أحدا بما لا يعلم الحق فيه.
ومن أجل كل ذلك وصحة المعلومات والمعارف، جعل الله تعالى مفاتيح العلوم والمعارف من السمع والبصر والقلب، يسأل عنها صاحبها يوم القيامة، وتسأل عنه، فإذا سمع الإنسان حراما أو أبصره أو قرره في قلبه، كان مسئولا عنه معاقبا عليه.
ثم أمر الله تعالى بالتواضع وحرّم الكبر والخيلاء أو التبختر في المشي، فمن مشى متكبرا متعاظما، فإنه لن يستطيع خرق الأرض أو نقبها بقدمه، ومن تطاول على الناس لن يصل بتطاوله وتمايله وتفاخره إلى قمم الجبال، وهذا تهكم بالمتكبر والمختال.
كل ما تقدم من الخصال المكروهة القبيحة المفهومة من أضداد الأوامر، واقتراف النواهي، كان قبيحه وخبيثه مكروها ومبغوضا عند ربك، ومنهيا عنه، ومعاقبا عليه.
وكل ذلك الذي أمرناك به يا محمد من الأخلاق الحميدة، ونهيناك عنه من الخصال الرذيلة، هو مما أوحينا إليك من الأفعال والأصول المحكمة التي تقتضيها حكمة الله تبارك وتعالى في عباده، وخلقه لهم محاسن الأخلاق. وقوله تعالى: {مِنَ الْحِكْمَةِ} هي قوانين المعاني المحكمة والأفعال الفاضلة.
ولا تتخذ أيها النبي وكل من سمع من البشر إلها آخر شريكا مع الله، فتلقى في جهنم، ملوما من نفسك وربّك والخلق قاطبة في الآخرة، مطرودا مبعدا من رحمة الله تعالى ومن كل خير، والمدحور: المهان المبعد. وهذا غاية الإذلال والإهانة.
نسبة الولد والشريك لله تعالى:
ليس هناك في تاريخ البشرية أعظم فرية ومنكرا وكذبا من نسبة الولد والشريك لله عز وجل، فقد تجاوز الناس حدودهم، وأفرطوا في الزعم والوهم، وحكموا حكما باطلا لا يستند إلى أي دليل أو شبهة دليل، سوى ما قاسوه على أنفسهم، ولم يدركوا حقيقة الفرق الكبير والبون الشاسع بين الإنسان المخلوق العاجز المحتاج إلى الولد والصاحبة والمشارك، وبين الإله القادر الخالق المستغني عن الصاحبة والولد والشريك، قال الله سبحانه مبطلا هذه الافتراءات:


{أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (40) وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (41) قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (42) سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (44)} [الإسراء: 17/ 40- 44].
هذه الآيات تنبيه وتقريع على ما تصوّره المشركون من نسبة الولد أو البنات أو الشريك لله تعالى، والآية الأولى: {أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ} خطاب للعرب التي كانت تقول: الملائكة بنات الله، وكان الرد مفحما ومنطقيا في غاية البساطة: كيف تقبلون أيها المشركون هذه النسبة، لكم الأعلى من النسل وهم الذكور، ولله البنات؟! كيف يصح أن يجعلكم الله أصحاب الصفوة بإعطاء البنين، ويتخذ لنفسه الملائكة إناثا، وأنتم تئدون البنات ولا ترضونهن لأنفسكم، فكيف ترضون نسبتهن إلى الله؟ إنكم بهذا تقولون على الله قولا عظيما إثمه، ومعاقبا عليه، بنسبة الضعيف للقوي، والقوي للضعيف.
ولقد بينا في هذا القرآن الحجج والبينات، وحذرنا وأنذرنا ليتعظوا وينزجروا عن الافتراء والظلم، وهم في غاية الغرابة، ما يزيدهم التذكير إلا نفورا عن الحق، وبعدا عنه.
ثم أبطل الله تعالى افتراء آخر: وهو نسبة الشريك لله، والمعنى: قل لهم يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يجعلون لله شريكا في الألوهية: لو كان الأمر كما تقولون، لاحتاج هؤلاء الشركاء إلى التقرب إلى الله، وطلبوا من ذي العرش القربة إليه بطاعته للحاجة إليه، فاعبدوا الله وحده، كما يعبده هؤلاء الشركاء المحتاجون لإنقاذ أنفسهم وسلامة وجودهم، لأنهم ضعفاء فقراء إلى ربهم.
تنزه الله، وتعاظم وعلا علوا شاسعا عما يقول هؤلاء المشركون المعتدون، الزاعمون أن مع الله آلهة أخرى، بل هو الله الإله الواحد، الذي لم يتخذ شريكا ولا صاحبة ولا ولدا.
تقدسه وتنزهه السماوات السبع والأرض ومن فيهن من المخلوقات، عما يقول هؤلاء المشركون، ويشهدون له بالوحدانية في الربوبية والألوهية، وما من شيء إلا يسبّح بحمد الله تعالى، أي يشهد ويدل بخلقه من غيره على وجود الخالق الواحد، وينزه الله ويمجّده عن هذه المقالة التي لكم، والإشراك الذي تعتقدون به. والتسبيح من الناس: هو قولهم: سبحان الله، وهذا حقيقة، ومن الجمادات ونحوها: معناه الدلالة على تنزيه الله عز وجل، فكل شيء تبدو فيه صنعة الصانع الدالة عليه، وهذا مجاز، فتدعو رؤية ذلك إلى التسبيح من المعتبر المتعظ.
وقال جماعة: هذا التسبيح من الشجر والجمادات حقيقة، ولكن لا يسمعه البشر ولا يفهمونه.
ولكن لا تفهمون أيها البشر معاني تسبيحهم لأنه بخلاف لغاتكم. إن الله تعالى كان وما يزال حليما على الناس، لا يعاجل بالعقوبة من عصاه، وإنما يمهل ويؤجل، ويغفر لمن تاب منكم. وهذا فضل من الله وإحسان.
فإذا كانت الأكوان كلها من السماوات والأرض وما فيها من المخلوقات تسبح الله وتنزهه، إقرارا بوجوده وتوحيده، فإن البشر أولى بمداومة التسبيح والتنزيه، فعليهم الإذعان لعظمة الله واعتقاد وحدانيته، والتفرغ لعبادته، من غير أي لوثة في الاعتقاد، أو تأثر بصنع المشركين.
إن الشرك، أي إسناد وجود شريك لله هو دليل القصور والتخلف العقلي، وسيطرة الخرافة والوهم على الذهن البشري، فأجدر به أن يصحو من غفلته، ويستيقظ من جهله وسباته العميق.
أخرج أحمد وابن مردويه عن ابن عمر: أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إن نوحا عليه السلام، لما حضرته الوفاة، قال لابنيه: آمركما بسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء».
وعلى الإنسان أن ينتهز الفرصة قبل فوات الأوان، وأن يعلم أن الله حليم عن ذنوب عباده، كثير المغفرة للمؤمنين في الآخرة إذا تابوا وأنابوا إليه.
حماية النبي صلّى اللّه عليه وسلّم من الأذى:
تعددت ألوان الأذى من الكفرة أهل مكة التي ارتكبوها في حق النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم تقتصر مؤذياتهم على شخصه وصدّ الناس عن دعوته، وإنما كانوا يؤذونه في أخص أحواله الشخصية، في وقت قراءته القرآن وصلاته في المسجد الحرام، ولكن الله تعالى حماه من كيدهم وضررهم، وأنقذه في أحيان كثيرة من إصابته بسوء، أو النجاح في ثنية عن رسالته وتبليغ وحي ربه، ولننظر إلى آي القرآن تحدثنا عن بعض هذه المؤذيات، قال الله سبحانه:

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8